تقرير كتبة أحمد
حقائق من العيار الثقيل كشفها الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي، فيتور بتروشيلي، حول المخطط الإيطالي لإستعمار الجنوب الليبي عن طريق توطين المهاجرين غير الشرعيين في البلاد وتحويل الجنوب لبوابة إيطالية نحو دول القارة السمراء.
حيث كشف بتروشيلي أن مشروع منظمة آرا باتشي الإيطالية الذي في ظاهره جاء لتعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية في فزان، وفي باطنه يهدف لتوطين وتجنيس المهاجرين غير الشرعيين في جنوب ليبيا، تم بتمويل من الخارجية الإيطالية بصورة مباشرة تحت بند التنمية المستدامة ودفعت مبلغ خمسة ملايين يورو لتحقيق ذلك.
وأكد بتروشيلي ان منظمات المجتمع المدني من فزان أعربت للخارجية الإيطالية في أبريل الماضي عن قلقها من الوضع الناجم عن هذا المشروع وأن عدد من عمداء البلديات أعلنوا رفضهم الصريح لفكرة توطين المهاجرين في الجنوب، وهو ما لم يتداوله الإعلام الإيطالي وتسترت عليه الحكومة في ليبيا.
وقد قامت الخارجية الإيطالية بإرسال طائرة خاصة إلى عمداء بلديات فزان الغير رافضين لفكرة التوطين وتم نقلهم إلى مدينة باري الإيطالية والتي تم فيها توقيع الإتفاقية المشبوهة بحضور رئيس بلدية أوباري، أحمد ماتكو، ومدير الزراعة عبد القادر عبد المؤمن.
ووفقاً للتقارير الصادرة من داخل ليبيا والمقربة من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية فإن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وافق على مشروع التوطين مقابل 2 مليون دولار، على أن يُمرر عدد من المشاريع الإيطالية الرامية لإستغلال الأراضي الليبية وثرواتها من غاز ونفط.
وبالحديث عن النفط والغاز الليبي، وقعت شركة إيني الإيطالية إتفاقاً مشبوهاً هو الآخر مع المؤسسة الوطنية للنفط بهدف تطوير حقلي غاز في البحر المتوسط بقيمة 8 مليار دولار. كما تسعى إيني لتوقيع اتفاقية اخرى بهدف تطوير وإستكشاف حقول النفط والغاز في حوض غدامس.
مساعي إيطاليا المتزايدة في الآونة الأخيرة لتوسيع نفوذها في ليبيا تأتي ضمن الخطة الإيطالية لبناء خط انابيب الغاز “إيست ميد-شرق المتوسط”. حيث أعلن الرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالتسي، أنه يمكن بناء خط الغاز لكن هنالك حاجة للإتفاق مع تركيا.
وكون ان تركيا احد اكبر الداعمين للدبيبة وحكومته، تعمل إيطاليا على دفع مبالغ طائلة للدبيبة مقابل تمرير مشاريعها في البلاد، لتُصبح روما المورد الرئيس للغاز والنفط الليبي لدول القارة العجوز.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي، أحمد عبد الحكيم، أن الفساد المستشري داخل المؤسسات الليبية غرب البلاد، أعطى الفرصة لإيطاليا لتعود وتستعمر ليبيا وأراضيها بالقوة الناعمة، وهو امر يرفضه الشعب الليبي أجمع ويجب أن يلتفت الجميع إلى الخطر الذي يُهدد ديموغرافية وتكوين المجتمع الليبي ويقف ضد كل من يُفكر في المساس بوحدة وامن وسيادة البلاد.